الخلاصة:
يعتبر النحو العربي أحدث مقومات اللغة العربية و ركائزها، فالجهل به يُوقع في اللحن، فلذلك أولاه علماء اللغة أهمية خاصة، واهتموا بتعليمه وتدريسه، ولما شعروا بصعوبته على الطلّاب لجوء بشتى السبل لتسهيله، ومن الذين قصدوا إلى تيسيره النحويّ الأندلسي جمال الدين بن مالك لا سيما في منظومته الألفية، وها أنا في بحثي هذا أحاول أن أسقط مظاهر التيسير عنده في هذه المنظومة وما جاء به المهتمون بتعليمية النحو العربي نتيجة تأثرهم باللسانيات الحديثة، وانطلقت من إشكالية هي: إلى أي مدى استطاع ابن مالك أن ييسر تعليم النحو ويجدده من خلال منظومته الألفية؟ و ما علاقة ذلك بما جاءت به اللسانيات الحديثة في مجالي التيسير و التجديد؟ وهدفي من وراء هذا تقديم إضافات في مجال تعليمية النحو من خلال قراءة جمعت بين التراث والحداثة، فقسّمتها إلى قسمين؛ قسم نظري شمل فصلين تطرّقت فيهما ترجمة ابن مالك والتعريف بالألفية، وكذا مظاهر التيسير والتجديد قديماً وحديثاً وإسهامات اللسانيات الحديثة في علم النحو العربي، أمّا القسم التطبيقي وهو الأهم فاشتغلت فيه على استخراج مظاهر التيسير والتجديد في (الخلاصة الألفية) محاولاً إسقاط كلّ مظهر على ما جاءت به اللسانيات الحديثة، خاصّة في تلك المظاهر المتقاطعة بينهما.