Abstract:
الحمد الله الذي أنزل الكتاب هدى ورحمة وشفاء لبني الإنسان أنزله بلغة هي الغاية في البيان
والصلاة والسلام على رسول االله إمام الفصاحة والبلاغة وصاحب أرقى لسان وعلى آله وأصحابه
التابعين لهم بإحسان صلاة وسلام دائمين متلازمين على مر الزمان أما بعد:
فمن الموضوعات التي ألحت علينا كثيرا ونحن نعزم ولوج البحث العلمي رمزية الشخصـية
الصوفية في الشعر العربي المعاصر وبعد مراجعة في قرار أنفسنا وقع اختيارنا على الصوفي والإمـام
الكبير محي الدين بن عربي، وقد حظي هذا الأخير بحظ وافر من الأدب الصوفي خاصـة جانـب
الشعر منها، فرغم ما تميز به من غموض لكونه حافل بالطلاسم والرموز المعقدة، لهذا ارتأينـا إلى
دراسة تلك الرموز التي أشار إليها البياتي دراسة موضوعية في قصيدته )تحولات( ومن أهم الدوافع
التي تجعلنا في صميم هذا الموضوع فنذكر أولا وقبل كل شيء أسلوبه الفائق، ومنظوماته الشعرية
الرمز ،ية فعلى الرغم من الغموض الذي يتسم به شعره إف نه مع ذلك يدغدغ الشعور وينفـذ إلى
القلب، ثم إنه وجب علينا إبراز ما تضمنه الشعر الصوفي القديم من إشارات رمزية في التعبير ومـا
حواه من معاني تعبر تعبيرا صادقا عن الوجد والوحدة والحضرة الإلهية والكشف عـن السـمات
المغايرة في الشعر العربي المعاصر من مقامات وعنصر القناع.
أما الهدف من هذا البحث فهو الوقوف على ما أشارت إليه الشخصيات الصوفية وحسـبنا
نقول لدى البياتي من خلال مزج الصوفية بنظريته العقلية فجعل يكثر في توظيف الرمز إلى حد أنه
بدا معه خطابه غير مفهوم، إلا أنه مع ذلك كان لهذا الرمز جماليته التي أظفـت علـى نصوصـه
الشعرية رونقاً وجمالاً.
ومن هنا يتوارى في ذهننا إشكالية معالجة رمزية الشخصية الصوفية في الشعر العربي المعاصر
»ابن عربي ثم، « الغرض من توظيف »عبد الوهاب البي« اتي للشخصيات الصوفية التي مـن بينـها
»محي الدين ابن عربي ،؟« وفيما يخص الخطوات المنتهجة في ترتيب عناصر هذه المذكرة كانت كما
يلي:
فأول ما يقوم به الباحث على حد سواء هو مطالعة المصادر والمراجع وبعض دوائر المعارف
التي أتيحت له فرصة الوصول إليها والمتعلقة بالدراسات الصوفية خاصة منها ما ارتـبط بـالرمز
الصوفي، ثم تتبع تلك الخطوة الواعية لهذه المصادر والمراجع حيث عملنا جاهدين علـى اقتبـاس
وتدوين كل ماله علاقة مباشرة ذا الموضوع ثم عرجنا إلى تحديد الخطة التي قسمناها إلى مبحثينمقدمة
- ب -
أبد ناهما بمقدمة وختمناهما بخاتمة، وقد سبق هذين المبحثين جزء تمهيدي حاولنا فيه إلقاء نظرة على
الأدب الصوفي بصورة عامة، فكان الجزء التمهيدي فيه مدخل عام للأدب الصوفي، وأمـا فيمـا
يتعلق بالمبحث الأول فقد تضمن ثلاث مطالب تحدثنا فيهم عن القناع في الشعر المعاصر وعن أبرز
الشخصيات الصوفية في الشعر الحداثي وبيان الشخصية الصوفية وصولا إلى الحديث عن موقـف
الشاعر من الشخصية المعاصرة، كما تطرقنا في المبحث الثاني إلى تحليل قصيدة تحولات محي الدين
ابن عربي في ترجمان الأشواق لـ: عبد الوهاب البياتي والذي ينقسم إلى ثلاثة مطالب موضـوع
القصيدة، مستويات القصيدة ومنها المستوى التركيبي والمعجمي الدلالي كما تعرضنا إلى رمزيـة
الإنزياح في القصيدة، وأيضا القناع في قصيدة "تحولات ،" وختمنا بحثنا هذا بخاتمة أجملنا فيها أهم
النقاط التي توصلنا إليها من خلال هذه الدراسة.
وقد اعتمدنا في هذا البحث على عدة مصادر ومراجع أهمها: ابن عربي )ترجمان الأشواق ،(
كذلك الرمز والقناع في الشعر العربي الحديث لـ: »محمد علي كنـدي« وكتـاب "اسـتدعاء
الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر" :لـ علي عشري زايد وغيرهم أ، ما عن الصـعوبات
التي اعترضتنا فقد تمثلت أساسا في قلة المصادر والمراجع التي تناولت التجربة الصـوفية بـأدوات
ومناهج معاصرة بالإضافة إلى طبيعة الموضوع وصعوب ،ته فموضوع التصوف بصفة عامـة ومـا
يتضمنه من رموز وأفكار ذو ميزة خاصة، فالصعوبة والغموض الذي ينسب إليه من خلال ربـط
العلاقات بين المعاني التي توحي إليها الرموز والكشف عن المقصود التي ترمي إليه.