الخلاصة:
يعتبر الفحص النفسي عملية تقييمية شاملة للشخصية بمختلف أبعادها الذاتية والموضوعية، بقصد الكشف عن جوانبها الدينامية التي تحركها وتعطيها اتجاهاً معينا أو نمطاً سلوكيا محددا. يلجأ إليه الأخصائي النفساني، معتمدا على تنظيم ملاحظاته وفق شروط يضبط بها علاقته مع المفحوص لوضع التشخيص والتنبؤ. فيبذل الأخصائي في الفحص النفسي ما بوسعه لفهم المفحوص.
لكن الغاية الأسمى منه تكمن في القدرة على التوصل إلى تشخيص دقيق يسمح بوضع تصور لمسار العلاج الذي يفترض أن ينتهجه للتخفيف أو القضاء على المشكل المطروح.
والصعوبة التي تطرح، تكمن في مدى قدرة الأخصائي بتكوينه وعلى التجاوب مع مختلف المشكلات الميدانية المتشعبة، التي تختلف في طبيعتها من مرض لآخر، ومن شخصية لأخرى. ويبقى مسعى الأخصائي النفساني التحكم الجيد في عملية الفحص النفسي السبيل الأمثل لتجاوز العديد من المشكلات.
وهذا لن يتأتى إلاّ من خلال إعداد الأخصائي إعداداً مكثفاً في الجانبين النظري والعملي، حتى يستطيع أن يمارس عمله بشكل متقن، من خلال تحكمه الجيد بالتقنيات التي تخدم الفحص وتؤهله للدخول في ميدان العمل.
والمقصود بتقنيات وأدوات الكشف والفحص، الأدوات التي يستخدمها الباحث أو المختص لجمع المعلومات المتعلقة بالحالة أو بأهداف بحثه، والتي يستخدمها أساساً للإجابة عن تساؤلات البحث، أو لاختيار الأسلوب الإرشادي أو العلاجي المناسب للحالة، أو إصدار الأحكام الخاصة بقبول فرضيات البحث أو رفضها.
وهذه الأدوات عديدة ومختلفة باختلاف طبيعة البحث وأهدافه وفروضه، وعلى العموم سنحاول تفصيل أكثر عن الأدوات الأكثر شيوعاً سوى مع الحالات أو البحوث العلمية في المجال التربوي: وهي: الملاحظة، المقابلة، الاختبارات والمقاييس النفسية ودراسة الحالة، وكذلك بعض الفحوصات المكملة كالفحوص الطبية .
ولكل من هذه الأدوات استخداماتها، وقد يستخدم الباحث أكثر من أداة في البحث عندما يقتضي بحثه ذلك، وفيما يلي تبيان لمفهوم كل من هذه الأدوات، وبنائها واستخداماتها وشروط تطبيقها.
وهناك تنوع في المراجع المستخدمة في تصميم هذه المادة، حيث اشتملت على مراجع في علم النفس الإكلينيكي وأخرى في علم النفس وعلوم التربية وكذا مراجع التي تناولت المقاييس والاختبارات النفسية.