الخلاصة:
بدأت مسيرة اإلنسان الشاقة في الحياة من اجل العيش والبقاء مند أن خلق وذلك
مصداقا لقوله تعالى » لقد خلقنا اإلنسان في كبد« )االية21 من سورة البلد(. ومع تطور
العصور ونمو المجتمعات أخد تنظيم العمل مظاهر عديدة تندرج في مستويات تأخذ أشكاال
تنظيمية معاصرة، تعرف اليوم بالمنظمات التي تظم العديد من العمال الذين يشتغلون فيها
مقابل رواتب يسدون بها حجاتهم المختلفة. والشك أن العمل في المنظمات يعرض العاملين فيها
إلى أنواع شتى من الضغوط، والتي تكون ناتجة عن أسباب كثيرة منها ما يكون مصدره العمال
أنفسهم، ومنها ما يكون بسبب خصائص التنظيم الذي ينتمون إليه، وقد أصبحت الضغوط
مظهرا طبيعيا من مظاهر حياة اإلنسان المعاصرة ومن الصعب تجنبها، وتعد الضغوط اإلدارية
أو الوظيفة أو المهنة من الظواهر السلبية التي يعاني منها األفراد والمنظمات والتي لها أثار
على الطرفين بدرجات متفاوتة .وقد عرفت ضغوط العمل منذ القدم إال أن االهتمام بها
كموضوع للدراسة من طرف الباحثين يعد حديثا نوعا إذا ما قورنت بالمواضيع األخرى التي
تناولتها الدراسات.
لقد انبتت العديد من الدراسات المتخصصة إن ما يتعرض له العاملون من ضغوط في
بيئات العمل ال تؤثر فقط على حال حباط
تهم الصحية والنفسية من اضط اربات وقلق وخوف وا
وغضب بل ينعكس على مستويات أدائهم لعملهم ومن ثمة قدرتهم على العمل .كما يستجيب
األفراد لضغوط العمل بأساليب مختلفة فمنهم من تدفعهم إلى المثابرة والجد والمقاومة لتحقيق
أهداف سامية ومنهم من يستجيب لها بالشعور باإلحباط ،اليأس، انعدام الرضا، األداء، المرض
و مغادرة المؤسسة.