Abstract:
القرآن الكريم نظم فريد، لا تستطيع أن تقول إنه نثر ولا شعر ولا سجع، وإنما هو قرآن عربي، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: (( كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) )) فصلت: 03 . ومن ذلك فإن التعامل مع كلام رب العالمين ليس كالتعامل مع أي مجال آخر، ويزيد الطين بلة والداء علة والأمر خطورة أن تتخذه موضوع دراسة لك؛ ذلك أن صعوبته تكمن في أهميته، مما يجعلك تتخذ أهبة ذلك من ضوابط الحيطة والحذر أثناء الدراسة. ومن الصعوبة بمكان أيضا أن تتناول موضوعا في الدراسات القرآنية وقد اختلفت حولها الآراء، وتعددت فيها المفاهيم والتعاريف، وتعاكست فيها وجهات النظر، وهذا في أي مجال علمي كان.
ثم إن التعامل مع مواضيع الدراسات القرآنية يتطلب نظرة ثاقبة، ووجهة نظر صائبة لأخذ الحكم الصحيح واستخلاص ما هو مناسب من مفاهيم وعرضها في صورة لائقة محققة للغاية المنشودة منها. ولا ريب أن ما ذكرناه ينطبق على موضوع الدراسة وهو: التلازم في الفاصلة القرآنية ضوابط وأسرار؛ سورة المجادلة أنموذجا. ولا ننسى أن قضية كقضية التلازم في الفاصلة القرآنية قد أفاضت كثيرا من حبر الدارسين، وأخذت الكثير من نظرهم. ولازالت إلى يومنا هذا في مقدمة الدراسات القرآنية، وامتزاجها بتكوينها وبنائها.