الخلاصة:
يعد موضوع ضغوط العمل قضية لازمة البشرية منذ وجودهم على الأرض، ومن مصادر البقاء فيها العمل الذي كان ولا يزال مصدر إرهاق ومشقة وذلك مصداقا لقوله تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في كبد" (البلد، الآية:4)
فقد لقي موضوع ضغوط العمل إهتماما متزايد من الباحثين في مجالات عديدة لما للضغوط من آثار وانعكاسات سلبية على سلوك الأفراد واتجاهاتهم وأدائهم في العمل وبالتالي على أداء المنظمات بشكل عام، لذا أصبح الإهتمام بالسلوك الإنساني في المؤسسات من أهم عوامل نجاحها، لذا من الضروري الإستجابة لحاجات العاملين و متطلباتهم وعليهم يتوقف زيادة الكفاءة الإنتاجية للمؤسسة وتحسينها، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن قبول الأفراد لعملهم يولد لديهم مشاعر الرضا وعدم إنسجامهم يولد ضغوط العمل والذي يؤدي إلى عدم الإتزان النفسي والذي ينعكس بدوره على الأداء والإنتاجية.
ونظرا لأهمية الضغوط فقد أصبح هذا الموضوع أحد المجالات الأساسية لإهتمام العديد من رجال الفكر الإداري والتنظيمي والإجتماعي، إذ تعد المؤسسة الاستشفائية من أكثر التنظيمات عرضت لضغوط العمل ويرجع ذلك إلى طبيعة عملها الإنساني، لذلك وإيمانا منا بأهمية موضوع ضغوط العمل وانعكاساته وتأثيره على عدة جوانب سلوكية و نفسية وإدارية تتعلق بأداء الموظفين بالمؤسسات بشكل عام والمؤسسة الإستشفائية بشكل خاص لذلك إتجهنا إلى تناول هاذين المتغيرين بالدراسة من أجل إستقصاء طبيعة العلاقة بينهم في المؤسسة العمومية الإستشفائية والتعرف على مستويات ضغوط العمل التي يتعرض لها العاملون.