الخلاصة:
عرفت بلاد المغرب الإسلامي مرحلة جديدة من مراحل تاريخها في ظل حركة الفتوحات الإسلامية للديار المغاربية، والتي حمل لواءها كبار الصحابة والقادة الفاتحين، غير أن الجغرافية الطبيعية والتركيبة البشرية، والظرف التاريخي لم يكن في كل الأحوال لصالح الفاتحين، إذ تظافرت هذه العوامل لتعرقل مسار الفتوحات لردح من الزمن.
هذا ولا يمكننا بأي حال من الأحوال دراسة ظاهرة الفتح الإسلامي لربوع المغاربة بمعزل عن تلك الأحداث والتطورات التاريخية التي عرفتها المنطقة في ظل نشاط حثيث لقوى غير رسمية، كان لها وزنها بما تملك من نفوذ وجاه في وسطها الطبيعي والبشري، هذه القوى استثمرت الظروف التاريخية المتاحة، لتقف في وجه المخططات الإسلامية في فتح البلاد، وكتب لها التاريخ أن تصمد لبرهة من الزمن أمام الفاتحين، وأن تزحزهم عن معاقلهم، وبذلك قدمت ضربة قوية لسير الفتوحات الإسلامية، مما أدى إلى خلط حسابات الفاتحين لسنوات طوال.
ولعل الدور الكبير الذي لعبته الكاهنة في صد الفتوحات وكان حلقة من حلقات المقاومة البربرية المدعومة في أغلب الأحوال من السلطة البزنطية للفتح الإسلامي لبلاد المغرب