Abstract:
إن التطورات الكبرى التي يشهدها العالم و بخاصة الدول المتقدمة التي ظلت تحتكر كل جديد مما خلق
فجوة دائمة التوسع بين دول تزداد تطورا وأخرى تزداد تخلفا، وما هو معروف وظاهر أن سبب هذه الفجوة هو
التطور التكنولوجي.
إن سبب هذا الفرق الشاسع بين الدول المتقدمة والمتخلفة يرجع سببه الفعلي إلى طريقة وكيفية التعامل
مع العنصر البشري من جميع النواحي مع مراعاة الظروف الخارجية وهو ما يعكس النجاح المحقق في جميع الميادين
على خلاف الدول المتخلفة التي كانت في وقت مضى لاتولي أي اهتمام بالأفراد لكن في الربع الأخير من القرن
الماضي تفطنت الدول المتخلفة مما جعلها تسعى للحاق بركب التقدم، حيث خصصت اهتمامها على الأفراد
إبتداءا من اهتمامها بسلوكهم داخل المنظمة و تكيفهم مع جو العمل وصولا إلى جعلهم يصلون إلى مستويات
عليا.
فموضوع السلوك التنظيمي أصبح يشغل مساحة كبيرة من الفكر الإداري المعاصر حيث يعد دعامة
أساسية لنجاح أي منظمة و يتوقف ذلك على مدى فهم المنظمة لهذه السلوكيات والتنبؤ ا والتحكم فيها
وتطويرها على أسس علمية، غير أن الطبيعة الاجتماعية للإنسان وعدم قدرنه على العيش متفردا عن بقية أعضاء
اتمع تجعله يبحث عن الاندماج داخل جماعات أخرى حتى يستطيع العيش فيها طوال فترة حياته وذلك بدخوله
علاقات يتقيد بقيمها ومعاييرها، وحتى يكمن هذا التفاعل بين الشخص أو بين شخص وجماعة أو بين جماعة
وأخرى لا بد من وجود عملية اتصالية، فقد كان الاتصال قديم يتمثل في بناء العلاقات الاجتماعية فقط في حين
أخذ اليوم أشكال أخرى أكثر أهمية حيث أصبح يساهم في تسيير كل مقتضيات الحياة التي أصبح نجاحها يتوقف
على نجاح الاتصال .
ولان التفاعل بين أفراد التنظيم ناتج عن طبيعة نمط الاتصال الذي ينعكس على نوع العلاقات الرسمية والغير
رسمية منها فانه قد يمثل أحد أهم عوامل الضغط أو الاستقرار التي تؤثر على سلوكيات الأفراد مهما كانت درجة
اختلافها وهنا يظهر دور الشخصية وسماا، كما يؤثر أيضا على بيئة العمل ومركز الفرد في الهيكل التنظيمي
ومهامه ، كل هذه العوامل قد تقود الفرد إلى الرضا أو عدم الرضا مما يؤثر في أداء العمل الذي تتوقف عليه نجاح
واستمرار المؤسسة وبالتالي يمكن القول بأن التعاون الكبير داخل اموعة ينتج عن حسن العلاقات الشخصية التي
ينميها الاتصال حيث يعتبر أحد أهم عوامل تحسين الأداء .
ولهذا كان من اللازم وضع شبكة اتصالات تضبط العلاقات بين أفراد التنظيم حيث أصبح أمرا ضروريا في
كل التنظيمات الحديثة لأن الاتصال الذي يأخذ في الاعتبار الاستشارة بـين الأطراف فيما يخـص العمل ومقدمة
~ ب ~
الاستمـاع إلى آراء الآخرين مهما كانت مراكزهم و الذي يأخذ في الاعتبار العدالة و الجوانب الإنسانيـة و
الشخصية لكل أفراد التنظيم و يحاول أن يوفق و يوجه الاتصالات الرسمية و غير الرسمية نحو خدمة أهداف التنظيم
هو الاتصال النموذجي الذي يجب أن يسعى إليه كل تنظيم