Abstract:
تغيرت فكرة العمل حسب تطور المجتمعات من مجتمعات بسيطة تتميز بالعمل الحرفي إلى مجتمعات حديثة
قائمة على العمل الصناعي الآلي, ولقد صاحب هذا التطور مشكلات تختلف كل الاختلاف عن المشكلات التي
يوجهها العامل في المجتمع الحرفي البسيط , فالمجتمع الصناعي يتميز بالتعقيد والتطور في حين يتميز المجتمع الحرفي
البسيط بالأحادية والبساطة والقيم المتأثرة في العادات والتقاليد والطقوس الكلاسيكية لذا تزداد وتتفاقم المشكلات
الاجتماعية والاقتصادية والأسرية للمجتمع الصناعي وتقل أو تكاد تنعدم المجتمعات الحرفية البسيطة .
وقد نتج عن هذه التحولات العديدة ضغوطا مهنية عانت منها اليد العاملة في صورة مشكلات التوتر
والقلق والملل والإعياء الجسمي والعقلي وعدم معرفة طبيعة العمل , وهذه المشكلات كلها تقلل من درجة تكيف
العامل مع متطلبات وظيفته اجتماعيا ونفسيا , تؤدي به الى الوقوع فى سلوكيات وأخطاء عديدة .
وعلى هذا الأساس أصبح مفهوم ضغوط العمل من الصعب التوصل فيه الى مصطلح دقيق يتفق عليه لما
به من فروق فر دية واختلاف درجاته بالإضافة إلى أسبابه وسبل معالجته وما ينجم عنه من أثار نفسية وجسدية
كما أثرت ضغوط العمل على فعالية الأداء حيث انه إذا كانت معنويات الأفراد مرتفعة فان ذلك يؤدي إلى تحقيق
النتائج التى ترغب فيها المؤسسة أو المنظمة من أجل تحقيق أهدافها وهذه العلاقة الطر دية بين الروح المعنوية
والإنتاجية للمنظمة لا تخفي أن الإدارات الواعية بالآثار السلبية لضغوط العمل تسعى إلى تحقيق الكفاءة والفعالية
في الأداء وعليه فان موضوع ضغوط العمل وموضوع الأداء من الموضوعات التي يستوجب الاهتمام بهما سواء
كان ذلك على مستوى الفرد والمنظمة حيث أن الاستخفاف بهذه الضغوط يمارس تكلفة كبيرة على الفرد والمجتمع
وأيضا المِؤسسة وله أثار سلبية، هذا الاهتمام يجب أن ينعكس جليا في موضوع البحوث والدراسات التطبيقية،
ومن هنا جاءت هذه الدراسة لنبحث عن الآثار والفعالية التي تسببها ضغوط العمل في الأداء العاملين ومالها من
أثار كمية ونوعية .