الخلاصة:
لقد شهد الأدب العربي منذ القديم إلى عصرنا الحديث تحولات وتغيرات جذرية، فظهرت أغراض جديدة واختفت أخرى، وبسقت روافد جديدة وأَفِلَتْ أخرى سواء في الشعر أو النثر
وما يهمنا في هذا السياق هو الشعر العربي المعاصر وما عرفه من روافد واتجاهات جديدة شكلا ومضمونا، وأول ما يلفت انتباهنا فيه تناول الشعراء المعاصرين للأسطورة والرمز، حتى أصبح ذلك ظاهرة عامة
فليس غريبا أن يستخدم الشاعر المعاصر الرموز والأساطير في شعره، ذلك أن العلاقة القديمة بينهما وبين الشعر ترشح لذلك الاستخدام، وتدل عندئذ على بصيرة كافية بطبيعة الشعر ترشح لذلك الشعري، ولكن التأمل في طبيعة الرموز والأساطير التي يستخدمها الشعراء المعاصرون وطريقة استخدامهم لها تدعو دعوة ملحة إلى الاهتمام بهذه الظاهرة إجمالا وتقويما كونها رافدا من روافد الحداثة في شعرنا العربي المعاصر