Abstract:
يعالج بحثنا موضوع الرحالة الجزائريون المتواجدون في المغرب الأقصى خلال القرن 11هـ / 17م ، وقد اخترنا العلامة أحمد المقري التلمساني نموذجا لدراستنا هذه، حيث كانت الظروف غير ملائمة من إهمال للجانب الثقافي من السلطات العثمانية، لكونه السبب المباشر لهجرة العديد من العلماء الجزائريون إلى الحواضر العلمية بالمغرب الأقصى كفاس ومراكش، وبالمقابل كانت الظروف مهيأة لاستقطاب هذه الفئة خاصة لما وجدوه من اهتمام للسلاطين السعديين بالجانب الثقافي، فمن تلمسان بالتحديد خاض أحمد المقري غمار الترحال، لغرض الحصول على الإجازات واكتساب المزيد من العلوم .
ينتمي أحمد المقري لكبار الأسر العلمية بتلمسان، فساهم من خلال رحلتيه إلى المغرب الأقصى في نشاط الحركة الفكرية والتعليمية عبر مساجده وزواياه ومدارسه، فدرس الطلبة وأجاز العلماء، وتولى مناصب سامية كالتدريس والفتوى والإمامة والخطابة، كما أبدع في التأليف الغزير، من كتب ومخطوطات منها ما طبع، ومنها ما لم يعثر عليه، وقد عايش أحمد المقري أحداث تاريخية حساسة فترة تواجده بالمغرب الأقصى مثل قضية العرائش، ممّا أبدى مواقفه السياسية بالتجاهل، وهو ما جعله يحظى بتأييد الأهالي، وحضي أحمد المقري بمكانة مميزة في قلوب المغاربة، من طلبة وعلماء وسلاطين السعديين.