dc.description.abstract |
تعالج الدراسة جماليات التلقي في مراحلها التي تناولتالإعجاز التصويري في النص القرآني بعدما أصبح فكرة وثقافة موروثة أكثر منه تأثرا قلبيا وشعورا، وذلك من خلال أهم عنصر جمالي في التعبير هو "الصورة الفنية"، اعتمد الباحث على المفاهيم الجمالية المعاصرة في نظرية "القراءة" و"جمالية التلقي"، للنظر إلى آفاق استقبال الصورة الفنية بين مدرستين رائدتين؛ الأولى هي "البلاغة التراثية" ممثلة بأعمال "الزمخشري" في تفسير (الكشاف)، والثانية هي "النقد المعاصر" ممثلة بأعمال "سيد قطب" في كتابيه (الصدق الفني) و(في ظلال القرآن).. وغيرهما.
واتضح في النتائج التطبيقية أن "الزمخشري" و"سيد" أفقان متصلان متكاملان في تلقي "الصورة القرآنية"، فالرجلان يشتركان في أصول المنهج؛ حيث كان المدخل الأساس للقراءة هو النص اعتمادا على طاقات اللغة وكنوزها، على المنحى الوصفي النصي والقراءة التفاعلية المباشرة.
كما تأكد أن "سيد قطب" قد اطلع على تجربة "الزمخشري" وأشاد بتفرده من بين كل المفسرين في الوقوف على بعض مواضع الجمال في التصوير القرآني، وأقر بتفرده من بين البلاغيين في إدراك التناسق النفسي في مستوى الفقرة القرآنية، لكن لم يبلغ "الزمخشري" ما بلغه "سيد" بنظريته التي تتمتع بكل أركان الوضوح والتناسق والجمال، فنظرية التصوير عند "سيد" جديدة من حيث شمولها واتساقها وتطبيقها على القرآن كاملا، ومسبوقة من حيث مكوناتها وجزئياتها الأولية.
وبعد التحديد الدقيق لأوجه الاتفاق والاختلاف بين القراءتين تبين أنهما حققا لحظتين ثقيلتين في تاريخ تلقي الصورة الفنية القرآنية باعتبار الصدى الواقعي والمسافة الجمالية التي أنجزاها والإضافة الفارقة في تاريخ المعرفة القرآنية تفسيرا وبلاغة فكانا بحق ثورة منهجية وجمالية، تجسد فارق تكامليا بنائيا لا تعارضيا إلغائيا، فهما يجسدان خطوتين متداوِلتين في مسار واحد، تتيحان للدارسين رسم نظرية موحدة لنظرية التصوير الفني في القرآن الكريم تتكون من ثلاثة أركان؛الأول: هو دراسة الصورة في مستوى الدلالة اللغوية الجزئية للمفردات ونظم الجملة، وقد انفرد "الزمخشري" بهذا الركن.الثاني: هو دراسة الصورة في المستوى الفني الأدبي وهو الركن الذي يلتقي فيه (كشاف) الزمخشري بقراءة "سيد" بوقوفهما على شعب التصوير والتمثيل والتخييل والظلال الإيحائية والصور الكبرى.الثالث: هو الركن الوجداني الشعوري الذي يبرز قطب المتلقي ويتم دورة الحدث الجمالي الذي يتجلى إحساسا نفسيا ويرقى لأن يتلقى حقيقة إعجازية.
ومن هذين الأفقين يندمج أفق واحد هو نظرية التصوير الفني القرآنية بقطبيها الأساسين؛ قطب النص وقطب القارئ، وبمستوياتها الثلاثة؛ اللغوية والفنية والوجدانية، وبثلاثة أسس في منهج التلقي هي؛ النصية والوصفية والتذوقية
STUDY SUMMARY:
The study deals with the aesthetics of readings that dealt with the pictorial miraculousness in the Qur’anic text after the idea and culture became more inherited than heartily and sensationally affected. Through the most important aesthetic element of expression, "artistic image," the researcher relied on contemporary aesthetic concepts in the theory of "reading" and "receiving aesthetic," to look at the prospects of receiving the artistic image between two leading schools; The first is "Heritage Rhetoric," represented by the work of “El -Zumakhshari” in the interpretation of “El Kachaf”, and the second is "Contemporary Criticism," represented by the works of “Sid Kotb” in his books "Artistic Honesty" and "In the Shadows of the Koran." And others, who, with their pioneering readings, embodied the artistic values of the Quranic image and its aesthetic effects in renewed form, formed two distinct prospects in the history of the ancient and recent aesthetics of the Koranic text. |
EN_en |