Abstract:
الحمد لله الذي وفقني لإنهاء هذا العمل، المتمثل في الدراسة والبحث في قصيدة رائعة من قصائد الملوشائي، مكتشفا أسرار اتّساقها وانسجامها، وعليه فإنّه بناء على ما تقدّم من البحث توصّلت إلى النتائج التالية:
1-الاتساق هو ذلك الترابط الشديد بين الأجزاء المشكلة للنص، حيث يتحقق التلاحم من خلال مجموعة من الأدوات والآليات التي تربط جمل النص، وكلمات بعضها ببعض، وتحقق اتساق النص.
2-يقتصر الاتّساق على الجانب الشكلي للنص، ويعتمد على مجموعة من الأدوات التي تعمل على تماسك القصيدة وترابط الأجزاء و الوحدات المشكلة لها من بدايتها إلى نهايتها ومن هذه الأدوات (الإحالة، الحذف، الاستبدال، الوصل، التكرار، التضام)
3-الانسجام عبارة عن مجموعة من العلاقات الخطيّة التي يتحقق بواسطتها التماسك الدلالي للنص، ومن أجل تحقيق هذا التماسك في القصيدة اعتمدنا بعض آلياته وهي : السياق ومظاهره (المرسل، المتلقي، الموضوع، الظرف، الشفرة المستعملة، شكل الرسالة، الغرض، القناة)
التغريض، موضوع الخطاب.
4-لا يمكن الحديث عن الاتّساق دون الحديث عن الانسجام فهما يشكلان وجهان لعملة واحدة لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.
5-كانت القصيدة حقلا خصبا لكل مظاهر ووسائل الاتّساق؛ دون استثناء مماّ يجعلنا نحكم ونقرّ بترابط وتماسك أجزائها، فنخلص إلى أنّ الشاعر قدّم لنا قصيدة ذات مستوى راقٍ في نحوها ودلالتها ومعجمها، فهي نموذج قيّم للأدب المغربي في تلك الفترة.
6-وظّف الشّاعر في القصيدة جلّ وسائل الإحالة وأغلبها كانت بالضمائر التي تنوعت بين ضمائر المتكلّم والتي تعود على ذات الشاعر، والمخاطب حين كان الشّاعر يخاطب طلبة العلم، وكلّ من يتلقى وينتفع بنصائحه. وفيها المتصلة، والمستثرة وتعد هذه الضمائر خاصة ضمائر الغائب من أهم الوسائل التي ساعدت على اتّساق القصيدة.
7-لعبت كل وسائل الاتساق الأخرى دورا كبيرا في اتّساق القصيدة كأسماء الإشارة، وأدوات المقارنة، والأسماء الموصولة.
8-كان للاستبدال دور كبير في تحقيق اتّساق القصيدة وذلك من خلال الاقتصاد اللغوي لتفادي التكرار اللّغوي.
9-من الآليات التي لها دور كبير في القصيدة نجد الحذف، خاصة الاسمي، الذي أسهم في اتساقها وترابطها من خلال حذف العناصر المكرّرة، فالحذف يحيل المتلقي إلى وجود عنصر محذوف يُبحث عنه بغية تقديره.
10-من الأدوات التي ساهمت في ربط أجزاء القصيدة بعضها ببعض الوصل، فمثل الوصل الإضافي الغلبة فيها ممّا جعلها متماسكة، في حين كان الوصل العكسي والاستدراك أقّل وروداً، أمّا السببي فكان غائبا تماما.
11-تحقق الانسجام من خلال تتالي وتسلسل بنية موضوع القصيدة، فقد كانت فكرتها الأساسيّة تقديم نصائح وارشادات لطلبة العلم، بالإضافة إلى أفكار جزئية ومواضيع أخرى كالثناء على الله بما هو أهل له. ثم الصلاة على رسوله محمد صلى الله عليه وسلّم، كما تضمنت القصيدة مواعظ للمؤمن وتذكرة له، واحتوت أيضا دعوةً إلى الزهد وذماً لهذه الحياة الفانية، و وصفاً لحالة النّاس في عصر الشاعر التي يسودها التنافس على الدنيا وهجر الدين، ومكارم.