الخلاصة:
ابتدأت البصرة الاشتغال في النحو مبكرا ثم انتقل إلى الكوفة بعد قرن، ولكن النحو في البصرة كان مختلفا عنه في الكوفة، لاختلاف اتجاه البلدين في تناول المسائل النحوية فكل عالم من علماء البلدين يرى صحة مذهبه ورجحانه على المذهب الآخر فيرد بالدليل المناقض على صاحبه، ولم يقتصر هذا على المدرستين إنما انتقل إلى المدارس المتأخرة (البغدادية والأندلسية والمصرية) لقد كان في بدايته رواية عن طريق مناظرات، ليصبح فيما بعد إلى التدوين في مجموعة الكتب، ولأن هذا الموضوع يبعث على الفضول لدى الباحث عن أسباب هذا الاختلاف ومظاهره آثرنا أن نبحث فيه من خلال كتاب "المدارس النحوية" لشوقي ضيف الذي هو مدونة بحثنا تناول فيها الحديث عن المدارس النحوية الخمس (البصرية – الكوفية – البغدادية – الأندلسية – المصرية) رغبة منا في إشباع هذا الفضول، لذلك قمنا باستقراء آراء علماء البلدان للبحث عن أسباب هذا الاختلاف ومظاهره وفق منهج علمي يعتمد على المقارنة بين المدارس النحوية للوصل إلى مواطن التشابه والاختلاف بينها، وأين يكمن هذا في الأصول أم الفروع؟
