Abstract:
لقد اهتمت هذه الدّراسة بالبحث في موضوع متعلّق بأصل من أصول التّفسير ألا وهو السّياق القرآني، لما له من أهميّة بالغة في الكشف عن مراد الله من كلامه، وأداة لضبط فهم المتلقّي، ولمّا كان القصص من أهمّ المحاور التّي اهتمّ بها القرآن الكريم حيث شغل قرابة الرّبع منه فقد حاول الباحث بيان المعاني التّي تضمّنتها القصّة القرآنية بدراستها على ضوء نظريّة السّياق القرآني وخصّ بالدّراسة قصص غير الأنبياء كمجال جديد في الموضوع.
وقد تناول الباحث في الشقّ النّظري من الدّراسة ضبط مفهوم السّياق القرآني وأنواعه ومفهوم القصّة القرآنية وقصص غير الأنبياء، وأنّ المُراد منها تلك الوقائع المتعلّقة بقصص الأمم السّابقة لنماذج بشريّة تحمل قيما يمكن الاستفادة منها في مجالات مختلفة.
أمّا في الجانب التّطبيقي فقد تناول في ثلاثة فصول أثر السّياق في بيان معاني قصص غير الأنبياء وهي المعاني العقديّة الإيمانية، المعاني الدّعوية، المعاني الاجتماعية التربويّة.
وخلصت الدّراسة إلى مجموعة من النّتائج منها أنّ السّياق القرآني أصل من أصول التّفسير ولا غنى للمفسّر عنه بحال، وأنّ السّياق القرآني بأنواعه كان له دور بارز في بيان معاني قصص غير الأنبياء في جوانب مختلفة عقدية ودعوية واجتماعية...، وتظهر أهمية السّياق أيضا في نقد الرّوايات التّي تتصادم مع روح القرآن الكريم، والبعيدة عن المعنى الصّحيح لمراد الله من كلامه.