الخلاصة:
إنّ هذه الأطروحة المسمّاة:"الدور العلمي للمغاربة في بلد الحجاز من القرن السادس إلى القرن التاسع الهجري /القرن الثاني عشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي" تضمّنت بين دفّتيها تسليط الضوء على جانب هام من الحياة العلمية، والمتمثل في تلك العلاقات والروابط التي كانت قائمة بين المغرب الإسلامي وبلاد الحجاز خلال العصر الوسيط المحدد بين (ق06-09ه/12-15م)،والتعرف على فئة منالمغاربة الذين انحدروا من المغرب والأندلس باتجاه أرض الحجاز بهدف الإفادة والاستفادة في مجال العلوم الشرعية والعلوم الأخرى ،وعن الأسباب والعوامل التي أدّت بهم إلى الانتقال من موطنهم الأصلي والرّحلة إلى تلك البلاد الطاهرة أرض الحرمين سواء فرادى أو جماعات انطلاقا من القرن السادسإلى القرن التاسع للهجرة وصولا بهم إلى مساهمتهم في تشكيل أسر علمية عريقة استمدت جذورها من بلاد المغرب الإسلامي، وأنبتت فروعها بمكة والمدينة المنورة،ومن ثمة ركّزت الأطروحة في بحثها عن جهودهم وإسهاماتهم في الجانب العلمي والفكري من خلال العلوم التي برعوا فيها (سواء النقلية أو العقلية ) ثمّ عرّجت على ذكر الأثر الذي تركه المغاربة في أربعة مجالات، هي المجال العلمي (المصنّفات والمؤلفات) التي دوّنوها بمكة أو المدينة المنورة وورّثوها لأهل الحجاز، ثمّ الأثر الديني المتمثّل في تولّيهم للمناصب السلطانية (الإمامة والقضاء)، ثمّ الأثر التربوي الاجتماعي المتمثّل في توليهم لمناصب هامّة في المجتمع كالربط والمدارس، وختاما أثرهم في المجال الاقتصادي (الصناعة، التجارة، الزراعة) خلال فترة وجودهم.