Abstract:
إن لكل نص بناء ولكل بناء جنس ولكل جنس عتبات ولكل عتبة مفاتيح للولوج إلى فضاء النص للتأثير في متلقيه لتمنحه استعدادا للتوغل فيه وقراءته، لهذا اهتمت السيميائية الحديثة المعاصرة بدراسة الإطار الذي يحيط بالنص والمتمثل لنا في العتبات الخارجية من الغلاف واسم المؤلف والعنوان والمؤشر الجنسي وبيانات النشر، فهي أول ما يوجهه القارئ باعتبارها مسالك تحدد مسار القراءة ألهنا تفك رموز وخفايا النص، أما فيما يخص دراسة المتن وعالمات العبور يف مدلول النص وانطلاق يف استنطاق رموز الظواهر المتغلغلة يف صلب النص، فال بد التطرق للعتبات الداخلية لأن لها عالقة وطيدة بداخل النص، ومتمثلة لنا في الإهداء والمقدمة والعناوين الداخلية، ونظرا لقيمة هذه العتبات وأهميتها كان من الضروري التطرق لها في دراستنا لديوان "رعشة لخزاف " والذي تمثل لنا في بادئ الأمر بنظرة استغراب وغموض من حيث الشكل والمضمون وهذا ما أثارنا للتطرق إليه والخوض في معالجته باعتماد آليات المنهج السيميائية الذي أحالنا لتحليل هذا النص وأخذ نظرة شاملة لامتلاك مفاتيح أبعاد النص، والتي حددت لنا أن "رعشة الخزاف" واقع معايش لنا وشاعرته لديها طموح وأمال تحارب بها بأسها رغم ترددها فهذا الأمل المتردد أضفى على الديوان لمسة خاصة تجلت في كلمة رعشة، لأن الديوان حمل جملة انكسارات كالتي يحملها الخزاف عند انكسار خزفه ولكن رغم ذلك يجدد عمله، فبرغم ما تحتله الرعشة من معامل الخوف إال أنه يوجد أمل يمثله لنا الخزاف في هذا الديوان..