Abstract:
هناك العديد من الجزائريين من سمحت لهم الفرصة بمواصلة مسيرة حياتهم بعيدين عن مجتمعهم الأصلي بحثا عن ظروف و وسائل ملائمة للعيش و هذا ما أدى بهم إلى الهجرة. ومن الملاحظ أن النتائج الإيجابية للهجرة تظهر في المجال الاقتصادي، سواء بالنسبة للمهاجرين و ذويهم أو بالنسبة للوطن ككل، أو بالنسبة للبلد المضيف، أما الجوانب السلبية في هذه الهجرة فتتجلى في الميادين الاجتماعية والدينية للمهاجرين. إن التشابك والترابط بين الدين والتتير الاجتماعي حدد مهام المؤسسات الاجتماعية والدينية، وحدد مسؤولية تزويد الأفراد بالوعي الديني وتقوية الشعور الديني لديهم، حيث تمثل الأسرة المصدر الأول والمدرسة الأولى في إعطاء الفرد التدين اللازم والمتمثل في السلوك والتطبيق والممارسة، ومع كل هذا فإننا نلاحظ بعض التقصير من الأسرة في إعطائها القيم الاجتماعية والدينية لأفرادها و يعود سبب ذلك إلى كون الأسرة الجزائرية تقوم على الجانب التقليدي وتقدسه لما يحمل في طياته من أصالة وانتراسه في الجذور الشعبية للجزائريين، ونلاحظ أيضا أن الأسر وبانتمائها للأصول الاجتماعية الحضرية وشبه الحضرية وحتى الريفية، قد تخلت على دورها المتمثل في تربية الأبناء وتعليمهم وتحضيرهم للحياة التي تنتظرهم بعد خروجهم واحتكاكهم بالعالم الخارجي، فبواسطتها يعرف الفرد دوره في مجتمعه و كل ما هو صواب أو خطأ و من هذه المبادئ التي يتعلمها الفرد وهو صتير فإنه سوف يحافظ عليها عندما يكبر و من شب على شيء شاب عليه، وهنا تبقى الأسرة محافظة على ثقافتها وتراثها مع الأجيال، لأنها تمثل أساس المجتمع المتكامل المبني على علاقة شرعية، كما لوسائل الإعلام وجماعة الرفاق دور بارز في التأثير على الوعي الديني للأفراد المهاجرين.