Abstract:
إن النص الديني - قرآنا كان أو سنة - يحمل في داخله أسرارا روحية معجزة، تتقبلها الفطرة السليمة التي يتواجد عليها الطفل. وتدعمها القدسية التي يكونها المجتمع أثناء تنشئته لأفراده، وهي عوامل تبعث على تكوين التصورات الأولى لقواعد الضبط الاجتماعي، لكن حتى وإن كان الطفل يتلقاها من الأسرة أو الكتاب أو من أي طريق آخر، تبقى هادئة مختفية في تصوره وسلوكه، ولا تبرز غلا بمجرد الدخول إلى عالم المدرسة ومحيطها. فالنظام والفوضى، والتنافس والصراع، والخوف والفرح، والفشل والنجاح، وكل النشاطات الاجتماعية التي يتعامل فيها مع أقرانه، ومع أساتذته ومديريه، ومع أسرته ورفاقه، كلها تنتظم عندما يبدأ يتعامل باكتشاف النظام التربوي الذي يفرض نفسه عليه من دون أن يشعر، بالقوانين والعادات والأعراف من جهة، وبالقيم الدينية وضوابطها من جهة أخرى.