الخلاصة:
يتطرَّق هذا البحث لأدب "محمد علي دبُّوز" الذي عرف مؤرخا وليس شاعرا أو أديبا، على الرغم من أن اهتماماته عندما كان طالبا كانت أكثر أدبية، وكانت له موهبة في نظم الشعر، كما له مقدرة كبيرة على تحرير المقالات المطولة.
تهدف هذه الدراسة لاكتشاف السمات الأسلوبية للكتابة التاريخية عند" محمد علي دبُّوز" وذلك من خلال دراسة عينة من سلسلة مقالات بعنوان "من صفحات البطولة التي خصصها للفاتح الإسلامي المغاربي المغمور " عبد لله بن ياسين الجزولي"
وتم اكتشاف هذه السمات من خلال الإجابة عن هذه الإشكالية: كيف استطاع "محمد علي دبُّوز" تقديم الحوادث التاريخية المألوفة والمعروفة في كتب التاريخ بأسلوب أدبي خاص فجعل من الحوادث الغابرة موضوعا مشوقا مغريا للقراء ومثيرا للاهتمام والاستفادة.
تم الاعتماد في هذه المقاربة على المنهج الأسلوبي التحليلي، متبعين خطة للدراسة تبدأ بتمهيد تناولنا فيه مكانة الأدب وأهميته عند "محمد علي دبُّوز" ومدخل لوصف لمدونة الدراسة وموضوعاتها وجانبها الأدبي، وأهم المستويات الأسلوبية المتجلية فيها (مستوى الصوتيات ، والمستوى التركيبي، والدلالي)، بالإضافة إلى دراسة الظواهر الأسلوبية. أما المبحث الثالث فخصّص لدراسة الصورة الفنية؛ أهميتها وأنواعها، وطبيعة لغة الأديب ومستوياتها.
توصل البحث إلى أن المؤرِّخ محمد علي دبُّوز تمكَّن - بسبب ميوله الأدبية - تطوير أسلوب أدبي متميز في الكتابة التاريخية، فاتسمت لغته بشعرية موزونة ودقة في التعبير الفني، وتسلسل سردي للأحداث، مستعينا بالوصف والحجاج والحوار.
