الخلاصة:
ان المسؤولية المدنية هي من المواضيع الشائكة والمهمة في القانون المدني، ولقد مرت المسؤولية المدنية، بعدة تغيرات عبر تطورها في العصور القديمة، والتي كانت تبنى فكرتها في القانون الروماني على التقاضي الخاص وعلى الجرائم المنصوص عليها قانونا فقط، وبتالي ترتب المسؤولية المدنية كانت محصورة في نصوص خاصة، وتنشأ في فكرة الخطأ الذي يسبب ضرر، وهذا ماسار عليه المشرع الفرنسي وكذلك المصري.
أما المسؤولية المدنية في العصر الحديث ففي مجملها كانت تقوم على فكرة الأفعال الشخصية على أساس فكرة الخطأ، ثم تطورت هذه الفكرة الى وجود ثلاث نظريات وهي النظرية الشخصية، ونظرية الضمان، والنظرية الموضوعية.
ونستنتج أن المشرع الجزائري قد إهتم بالمسؤولية المدنية من خلال نصوص القانون المدني، فكان اختياره للخطأ أساسا للمسؤولية، إلا ان هذا الاختيار لم يأتي دفعة واحدة.
وما يميز المشرع الجزائري أنه قام بتعديل المسؤولية المدنية بصفة عامة، والمسؤولية التقصيرية بصفة خاصة، ونرى أنه ركز على الطابع الشخصي للمسؤولية المدنية من خلال التأكيد على فكرة الخطأ كأساس لا يتزعزع.