Abstract:
شهد العالم خلال السنوات الأخيرة تغيرات جذرية أثرت على جميع القطاعات صناعية كانت أم خدمية، فانتشار فكر العولمة و تحرير التجارة أدى إلى ظهور أشكال من المنافسة غير المألوفة في الاقتصاد الوطني، بظهور القطاع الخاص كمزاحم قوي للقطاع العام ودخول المؤسسات الأجنبية في صيغ شراكة أو أشكال استثمارية أجنبية. و في ظل انعكاس ذلك على الأسواق من خلال ظهور شتى أنواع المنتوجات و العلامات من جهة، و زيادة ثقافة و وعي المستهلك من جهة أخرى. حتم ذلك على المؤسسات الاقتصادية الجزائرية أن تولي الاهتمام بكل الأنشطة التي تساهم في استحداث قيمة لصورتها و صورة علاماتها أمام جمهورها المستهدف، بهدف تعزيز العلاقة بينها و بين سوقها لزيادة ولاء المستهلك الحالي و جذب المستهلك المحتمل. و باعتبار العلامة التجارية حلقة الوصل بين المؤسسة و جمهورها المستهدف و هي أيضا من أهم المتغيرات الأساسية التي يعتمد عليها المستهلك في اتخاذ قراره الشرائي. جعل المؤسسات الاقتصادية تتجه نحو تطبيق خيار الترويج الابتكاري إيمانا منها بأن الصورة التي يدركها المستهلكون عن المؤسسة أو علاماتها ، ما هي إلا خلاصة لمجموعة من المعلومات المختلفة التي تصدر عنها بغية منها لتقريب منتجاتها إلى مستهلكيها و جذبهم إليها. من هذا المنطلق تتجه هذه الدراسة لمعرفة مدى تأثير انتهاج المؤسسة لخيار استراتيجي مهم و هو الترويج الابتكاري على تحسين تلك الصورة الذهنية التي ترغب المؤسسة في بناءها في ذهن المستهلك بغية الرفع من حصتها السوقية و تحقيق الأهداف المنشودة.