Abstract:
عرفت منطقة الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط خلال القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلاي تطورات هامة، وأحداثا بارزة ساهمت في إعادة بلورة العلاقات بين مختلف دول ضفتيه الشمالية التي تمثلها دول غرب أوروبا، والجنوبية التي تمثلها الإيالات المغاربية العثمانية. وقد ارتبطت الجزائر بدول وممالك جنوب غرب أوروبا المتوسطية بعلاقات تاريخية، وسياسية واقتصايية، فثمة تاريخ مشترك يربط بينهما، تاريخ يتأرجح بين التحالف والتعاون من جهة، وتاريخ من الصراع والاصطدام من جهة أخرى. ومن العوامل التي أثر في هذه العلاقات، تلك التحولات السياسية التي مرت بها دول غرب أوروبا المتوسطية في هذه الفترة، وانعكاساتها على الجزائر التي طولى الحكم فيها واحد من أبرز الحكام، ألا وهو محمد عثمان باشا الذي استطاع بحزمه، وحسن تدبيره أن يعيد لها هيبتها في المنطقة، وأن يرتب أمورها الداخلية، وينظم علاقاتها الخارجية. أثر جملة من العوامل الداخلية والخارجية على العلاقات الخارجية للجزائر في عهد الداي محمد عثمان باشا، جعلتها تتأرجح بين السلم والتوتر، وبالرغم من كل ذلك نجد أن الداي محمد