Abstract:
بانتهاء الحرب العالمية الثانية وما خلفته من دمار وخراب، تولد اقتناع لدى الدول بضرورة الدخول في التنظيم الدولي، والعمل والتعاون على تجنيب الأجيال المقبلة ويلات الحروب من خلال إنشاء منظمة عالمية قائمة على أساس تعاقدي يناط بها حفظ السلام العالمي، ورغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به سريعاً وفعالاً، تم إحداث جهاز تنفيذي محدود العضوية يتولى مواجهة كل موقف أو نزاع من شأنه تهديد السلم والأمن الدوليين، وزود هذا الجهاز بصلاحيات واسعة في تقدير كل ما من شأنه تهديد السلم الدولي، أو الإخلال به، أو وقوع عمل عدواني، ومن ثم ضرورة التصرف التي قد تصل إلى حد اتخاذ إجراءات ردعية- وفق الفصل السابع من الميثاق - في حق الدولة العضو المخالفة لالتزاماتها الدولية، أو أحد المقاصد أو المبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة. على أن نجاح مجلس الأمن في هذه المهمة كان مرتبطاً بتحقق شرطين أولا استمرار توافق الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وثانيا إعداد الاتفاقيات الخاصة مع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، المتعلقة بوضع قوات عسكرية تحت تصرف مجلس الأمن لتنفيذ قراراته الخاصة باستعمال القوة العسكرية.