الخلاصة:
شرف الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل على بقية المخلوقات حتى يعقل عنه شرائعه التي بعث بها رسله(عليهم الصلاة و السلام أجمعين) ، ليخرجوا بها الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن الحيرة إلى الصراط المستقيم، وهذا لفضل نعم الله في الحياة وهو العقل والمحافظة عليه من مقاصد الشريعة الإسلامية والمتمثلة في جلب المصالح ودرء المفاسد، وتحريم كل ما من شأنه تعطيل العقل سواء من صاحب العقل أو في شتى الصور المساهمة في تعطيله، كتعاطي الخمور والمخدرات التي لها أثر في تغييبه فنصت عليها عقوبات رادعة للجاني ولجميع الأمة، فالمخدرات محرمة شرعا في ذاتها وجميع ما تتصل به.
وهذا ما انتهجه المشرع الجزائري بسنه القانون 04/18 المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاستعمال والاتجار غير المشروعين بها، والذي اتسم بالصرامة وتشديد العقوبة، كما أن التشريع الإسلامي والجزائري أرجع في الحد من الجريمة بالوقاية قبل وبعد الجريمة، والعلاج الذي يعرف بالسياسة الإصلاحية بالتوازي مع السياسة العقابية في إطار مساهمة مكافحة جرائم المخدرات، والتي تدخل ضمن السياسة الجنائية.
