الأمراض الهيكلية في المباني القديمة_ حالة دراسة لمباني قصور بن يزقن وبنورة

Abstract

في وقتنا الحالي تعد استدامة المنشآت البنائية ومتانتها أهم خاصية مطلوبة إذ تجرى عليها دراسات لتحقيق ذلك ولعل بلدنا الجزائر له نصيب وافر من هذه النماذج وأخص بالذكر ولاية غرداية وقصورها التي تزخر بالعديد من المعالم و المواقع التاريخية التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة والتراث العمراني المتنوع والمستدام حيث تمتازا العمارة التراثية عبر الولاية بالتأقلم مع المناخ الصحراوي الحار الجاف صيفا والبارد شتاء بفضل الاستغلال الأمثل لمواد البناء المحلية وعليه وجب علينا حفظ هذا الإرث من التلف ونولي له اهتماما خاصا، كما قد تم تصنيفه في قائمة التراث العالمي من طرف منظمة اليونسكو سنة 1982م وكما أعلن عنه قطاعا محفوظا من طرف وزارة الثقافة سنة 2005م وفي ورقة بحثنا نشير إلى تخصص الصيانة والترميم الذي تطور بدوره من مجرد ممارسة لا تستند لضوابط يقوم بها بعض المهتمين بالتراث المادي، إلى علم قائم بذاته تحكمه مبادئ ويشرف عليه مهندسون مختصون والمتكونون في هذا المجال، أما بالنسبة لأهمية الصيانة والترميم فيمكن حصرها في أهمية التراث الأثري المادي ودوره البارز في دفع الحركة الاقتصادية لعديد من الدول بفضل الاستقطاب السياحي، وهو ما جعل المهندسين والأثريين يركزون على مجال الصيانة والترميم للتعامل الصحيح مع خصوصية المواد الأثرية التي جسد عليها الإنسان في الماضي فنونه أو حتى معتقداته الدينية وحتى مساكنه التي شيدها بمواد بسيطة، وبتقنيات تشهد على الزمان والمكان وتخفي في تفاصيلها وتصميم فضاءاتها علاقة ذلك الإنسان ببيئته ومحيطه. وسنركز أيضا على أهمية عمليات الصيانة والترميم في قصور(بني يزقن وبنورة كحالة دراسة) وذلك بإتباع مواد وتقنيات البناء التقليدية وتطويرها والاعتماد عليها مستقبلا في عمليات البناء من أجل الحفاظ على التراث الثقافي المادي واللامادي وحماية البيئة وترقية السياحة الثقافية المحلية، وذلك من أجل المساهمة في تنشيط الحركة الاقتصادية والاجتماعية في البلد