الزواج الجماعي وتجديد الإنتماء الاجتماعي: دراسة أنتروبولوجية للعرس الجماعي بمنطقة ضاية بن ضحوة ولاية غرداية

Abstract

يعد موضوع "الزواج الجماعي" من الموضوعات المهمة نظرا لحداثته في المجتمعات، حيث أصبح نمطا احتفاليا محببا للمتزوجين خصوصا الذين لا يقدرون على تحمل تكاليف الزواج، فقد وجدت المجتمعات الصغيرة والمحدودة والجمعيات في المجتمعات الكبيرة في الفكرة ضالتها لتجديد نظام التكافل والتضامن بين أفرادها. حاولنا في دراستنا هذه التعرف على هذا النمط من الاحتفالات وإعطاء تفسيرات عن الدور الذي تلعبه في بعث نظام التكافل والتضامن في المجتمع من جديد. إن موضوع بحثنا يعتبر دراسة تحليلية أنثروبولوجية، لذلك فقد خضع البحث إلى خطة حددتها طبيعة الموضوع وقد تضمنت الإشكالية سؤالا مركزيا جاء بالصيغة التالية : - إلى أي مدى يمكن أن يساهم انتشار العرس الجماعي في تجديد الانتماء الاجتماعي من خلال تقليص الفروق الاجتماعية بين العرسان وجعل هذه الظاهرة موروثا ثقافيا مستمرا ؟. وقد هدفت الدراسة إلى الكشف عن أهم الأبعاد والتمثلات المتعلقة بالعرس الجماعي، وفهم الصورة الشاملة للظاهرة الاحتفالية للعرس الجماعي، بالإضافة إلى التعرف على تأثير الأعراس الجماعية في الثقافة المحلية، والوقوف على مدى فعالية العرس الجماعي في القضاء على الفروق الاجتماعية والاقتصادية. استخدمنا المنهج الكيفي التحليلي لوصف الظاهرة موضوع الدراسة وتحليلها انثروبولوجيا، كما استعملنا في جمع البيانات عدة أدوات، أما بالنسبة لعينة الدراسة فقد شملت الكثير من الفاعلين الاجتماعيين والمشاركين في العرس الجماعي. وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج العامة تمثلت في: • مشاركة الفاعلين الاجتماعيين من جمعيات ومتطوعين ومساهمين ماديا ومعنويا أدت إلى تقليص الفروق الاجتماعية والاقتصادية بين العرسان المشاركين، وتقريب المستوى بينهم. • ممارسة الاحتفال بالعرس الجماعي المتكررة في كل سنة أدت إلى شعور العرسان المشاركين بتقارب المستوى بينهم. • مشاركة العرسان ذوي المراكز الاجتماعية "المعروفة "في العرس الجماعي أدت إلى شعور العرسان الآخرين من ذوي المراكز "الغير معروفة "بالمساواة بينهم. • اهتمام فئات المجتمع المحلي بالاحتفالية أدى إلى استمرارها وبقائها كموروث ثقافي مستمر. تكرار ممارسة الحدث وتشجيع أنماط التكافل والتضامن فيه ساهم في استمراره. وبالتالي ساهمت هذه الظاهرة في تجديد الانتماء الاجتماعي لأفراد مجتمع البحث . وبصفة عامة فإننا نخلص في الأخير إلى أن إقبال مختلف فئات المجتمع المحلي والفاعلين الاجتماعيين على المشاركة في هذه الاحتفالية وحضورهم المستمر أدى إلى زيادة الشعور من طرف العرسان بالانتماء للمجتمع وبذلك تقليص الفروق الموجودة بين العرسان والمساواة بينهم في الخدمات والمركز الاجتماعي أثناء الاحتفالية .